الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
53 - ذكر زيد بن ثابت رضي الله عنه

أنصاري، كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه، مقتل أهل اليمامة فإذا عمر رضي الله عنه عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمروني به من جمع القرآن، قلت [ ص: 415 ] :

كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر ، وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.

قال الشيخ رحمه الله: العسب: جمع العسيب وهو جريدة النخل، واللخاف: الحجارة الرقاق.

وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأفرضهم زيد" وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بالجابية [ ص: 416 ] .

فقال: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل.  

وعن الشعبي ، قال: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنتين: الفرائض ، [ ص: 417 ] والقرآن.

وقيل في زيد بن ثابت وهو قول الشاعر:

فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت

وعن يحيى بن سعيد ، قال: لما مات زيد بن ثابت فدفن، قال أبو هريرة: "هذا حبر هذه الأمة" .

وقال قتادة: لما مات زيد بن ثابت فدفن، قال ابن العباس ، رضي الله عنهما: "هكذا يذهب العلم" .

وقال مسروق: أتيت المدينة فسألت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا زيد من الراسخين في العلم.  

وعن الشعبي ، قال: أخذ ابن عباس ، رضي الله عنهما، بركاب زيد، فقال له زيد: دعه، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء الكبراء.

قيل: مات سنة خمس وخمسين [ ص: 418 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية