باب السين 
 58  - ذكر سعد بن معاذ الأنصاري  رضي الله عنه 
من بني عبد الأشهل،  أوسي، شهد بدرا،  وأحدا،  واستشهد يوم الخندق،  واهتز لموته عرش الرحمن. 
قال علقمة:  قالت  عائشة،  رضي الله عنها: حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وأبو بكر  ،  وعمر  ، رضي الله عنهما،  سعد بن معاذ  ، رضي الله عنه، وهو يموت في المسجد في القبة التي ضربها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء  أبي بكر  من بكاء  عمر  ، وكانوا كما قال الله، عز وجل: رحماء بينهم   [ ص: 425 ]  . 
وقالت  عائشة،  رضي الله عنها:  "انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من جنازة سعد  ، ودموعه تحادر على لحيته، ويده في لحيته" وعن  ابن عمر  ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "هذا الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، ولقد ضم ضمة ثم فرج عنه"   [ ص: 426 ] قال  أنس بن مالك:  افتخر الحيان من الأنصار، الأوس  والخزرج،  فقالت الأوس:  منا أربعة: غسيل الملائكة، ومنا من اهتز له عرش الرحمن، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت  ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين  خزيمة بن ثابت  ، فقال الخزرجيون:  منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم،  زيد بن ثابت  ، وأبو زيد  ،  وأبي بن كعب  ،  ومعاذ بن جبل  ، رضي الله عنهم. 
قال أصحاب المغازي: لما أسلم  سعد بن معاذ  ، وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل،  كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا وأيمننا نقيبة. 
قال: فإن كلامكم علي حرام، ورجالكم، ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فما بقي من بني عبد الأشهل  رجل، وامرأة إلا مسلم، أو مسلمة  [ ص: 427 ]  . 
				
						
						
