الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن أبي سعيد الأزدي ، رضي الله عنه، أنه سمع عبد الله بن مسعود ، يقول: لقد تلقيت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت ، وله ذؤابة يلعب مع الغلمان " وفي رواية قال: قلت: يا رسول الله علمني من هذا القول الطيب، فقال: "إنك غلام معلم"   .

فأخذت من فيه سبعين سورة، وما ينازعني فيها أحد
وفي رواية زر ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه، قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وقد فرا [ ص: 469 ] من المشركين، فقالا: "يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟" .

قال: إني مؤتمن وفي رواية: قلت: إنما أنا أمين، ولست بساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل عندك جذعة لم ينز عليها الفحل؟" ، فأتيته بها، فاعتقلها ومسح الضرع، فدعا بحفل فأتاه أبو بكر رضي الله عنه، بصخرة منقعرة، فحلب، وشرب، وسقى أبا بكر، وسقاني، ثم قال للضرع: "اقلص" ، فقلص، ثم أتيته بعد ذلك قلت: علمني من هذا القول أو القرآن، قال: "إنك غلام معلم" ، فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد
وعن القاسم ، قال: إن أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه [ ص: 470 ] .

وعن ابن إسحاق ، قال: ثم أسلم بعدهم ثلاثة عشر رجلا ذكرهم: سعيد بن زيد وامرأته، وقدامة بن مظعون ، وخباب ، وعبد الله بن مسعود.

وروي عنه أنه قال: أسلم عبد الله بن مسعود بعد اثنين وعشرين إنسانا.  

وروي عنه: وكان ممن هاجر قبل هجرة جعفر وأصحابه، عثمان بن مظعون وامرأته، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود.

قال: وكان ممن قدم من الحبشة راجعا حين بلغهم إسلام أهل مكة، عثمان بن عفان ، وامرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ، شهد بدرا.

قال محمد بن سيرين: أقعص أبا جهل ابنا عفراء ، وذفف عليه ابن مسعود [ ص: 471 ] .

وقال يحيى بن معين: مات عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، سنة ثلاث وثلاثين أو اثنتين وثلاثين.  

ويقال: إنه مات وهو ابن ثلاث وستين سنة بالمدينة، ودفن بالبقيع.

التالي السابق


الخدمات العلمية