89 - ذكر عبد الرحمن بن صخر أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه
روي عن ، قال: حدثني بعض أصحابي، عن ابن إسحاق رضي الله عنه، قال: كان اسمي في الجاهلية أبي هريرة عبد شمس بن صخر ، فتسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنوني ، لأني كنت أرعى غنما لأهلي فوجدت أولاد هر وحشية فجعلتها في كمي، فلما رحت سمعوا أصوات الهر من حجري، فقالوا: ما هذا يا عبد شمس؟ [ ص: 538 ] فقلت: أولاد هر وجدتها، قالوا: فأنت بأبي هريرة فلزمني بعد، وفي رواية عنه: أبو هريرة أبا هريرة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني أبا هر، ويدعوني
قال وكان ابن إسحاق: وسيطا في دوس. أبو هريرة
أخبرنا أبو بكر الصابوني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، حدثنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا عمر بن يونس اليماني ، عن عكرمة بن عمار أبي كثير ، قال: حدثني رضي الله عنه، قال: أبو هريرة أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهد أم أبي هريرة" .
فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا ، [ ص: 539 ] وسمعت خضخضة الماء، فاغتسلت، ولبست درعها، وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله، وقال: "خيرا" ، قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب عبيدك هذا، يعني أبا هريرة وأمه، إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين" . أبا هريرة
فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني إلا أحبني. كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي