الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل من كلامه ومواعظه

روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: إنما أخشى من ربي أن يدعوني على رءوس الخلائق فيقول: يا عويمر، فأقول: لبيك رب، فيقول: ما عملت فيما علمت؟ وعن حبيب بن عبيد ، قال: قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: أوصني، فقال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير   [ ص: 555 ] .

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه، تفكر ساعة خير من قيام ليلة.

وعن عوف بن مالك ، أنه رأى في المنام قبة من آدم، ومرجا أخضر، وحول القبة غنم ربوض، تجتر وترعى العجوة، فقلت: لمن هذه القبة؟ قيل: لعبد الرحمن بن عوف ، وانتظرنا حتى خرج فقال: يا عوف، هذا الذي أعطانا الله بالقرآن، ولو أشرفت على هذه البنية لرأيت ما لم تر عينك، ولم تسمع أذنك ولم يخطر على قلبك، أعده الله لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: إنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله، ثم ترجع إلى نفسك، فتكون لها أشد مقتا منك للناس.  

وقال: ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، وويل لمن يعلم ولا يعمل، سبع مرات.

وقال: ابن آدم عليك نفسك، فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه [ ص: 556 ] .

وقال: لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم.  

وقال: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى والإثم لا ينسى.  

وقال: حبذا المكروهان: الفقر والموت.  

وقال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك، وأن تباري الناس في عبادة الله عز وجل، إن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله.  

التالي السابق


الخدمات العلمية