روي عن بريدة بن سفيان الأسلمي ، عاصم بن ثابت ، وزيد بن الدثنة ، ومخلد بن بكير ، وخبيب بن عدي ، ومرثد بن أبي مرثد ، إلى بني لحيان بالرجيع، فقاتلوهم حتى استصرخوا عليهم هذيلا، فلم يطيقوا قتالهم، فأخذوا لأنفسهم أمانا إلا عاصما فإنه أبى، وقال: لا أقبل عهدا من مشرك، ودعا عند ذلك وقال: اللهم إني أحمي لك اليوم دينك فاحم لي لحمي، فجعل يقاتل وهو يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
ما علتي وأنا جلد نابل والقوس فيها وتر عنابل إن لم أقاتلكم فأمي هابل
الموت حق والحياة باطل وكل ما حكم الإله نازل
بالمرء والمرء إليه آيل
قال الشيخ رحمه الله: النابل: صاحب النبل، والعنابل: الغليظ، والهابل: التي مات ولدها، والآيل: الراجع، وآلت: حلفت، والرجل: الجماعة، والدبر: الزنابير.
وعن عاصم بن عمرو بن قتادة ، قالوا: كانوا ستة، فلما قتلوا عاصما وحال الدبر بينهم وبينه، قالوا: دعوه حتى يمسي، فيذهب عنه ثم [ ص: 577 ] نأخذه، فبعث الله الوادي يعني أرسل السيل، فاحتمل عاصما فانطلق به، عاصم قد أعطى الله عهدا أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك تنجسا منهم. وكان