روي عن الدرداء رضي الله عنه، أنه قيل له: مالك لا تشعر وليس رجل له بيت في الأنصار إلا وقد قال الشعر؟ قال: وأنا قد قلت فاسمعوا:
يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفادا
وعن ، أن أصحابا حسان بن عطية يضيفوه، فمنهم من بات على لبده، ومنهم من بات على ثيابه كما هو، فلما أصبح غدا عليهم، فعرف ذلك منهم، فقال: إن لنا دارا لها نجمع وإليها نرجع. لأبي الدرداء
وقالت أم الدرداء لأبي الدرداء: مالك لا تطلب لأضيافك كما يطلب غيرك لأضيافهم؟ فقال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمامكم عقبة كؤودا لا يجاوزها المثقلون" ، فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة.
وقال أبو البختري: بينما رضي الله عنه، يوقد تحت قدر له أبو الدرداء وسلمان عنده إذ سمع في القدر صوتا، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي، ثم ندرت فانكفأت، ثم [ ص: 559 ] رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شيء، فجعل أبو الدرداء ينادي: يا أبو الدرداء سلمان ، انظر إلى العجب، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك، فقال سلمان: أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى.