الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
113 - ذكر عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنه يكنى أبا نجيد

توفي بالبصرة سنة ثلاث وخمسين.

قال الحسن: كان عمران بن حصين قاضيا على البصرة.

وقال محمد بن سيرين: لم يكن بالبصرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد يقدم على عمران بن حصين.

وقال محمد بن سيرين: شكا بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة، كل ذلك يعرض عليه أن يكتوي فيأبى، حتى كان قبل وفاته بسنتين [ ص: 615 ] .

قال مطرف: إن عمران بن حصين كان يسلم عليه فلما كوي فقد التسليم.

قال: واشتكى عمران بطنه ثلاثين سنة فأمر بالكي، فجعل يأبى فاكتوى بعد ذلك بثلاثين سنة، فلما كوي فقد التسليم حتى ذهب أثر النار، قال: ثم دعاني فقال لي: قد عاودني الذي كان يسلم علي، قلت: من أين يسلم عليك؟ قال: أسمع التسليم عن يميني ويساري، قال: قلت له: أما إنه لو سلم عليك من عند رأسك كان عند موتك، قال: فأرسل إلي، فقال: إنه قد سلم من عند رأسي، قال: قلت: إنما قلته برأي، قال: فوافق موته.

وفي رواية عن مطرف ، قال: قال لي عمران بن حصين: ألا أحدثك بحديث عسى الله أن ينفعك به؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حجة وعمرة، ثم لم ينه عنه، ولم ينزل كتاب يحرمه حتى توفي، وإنه كان يسلم علي حتى اكتويت، فلما اكتويت رفع ذلك عني، فلما تركت ذلك عاد إلي تسليم الملائكة.  

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحنا ولا أنجحنا"   [ ص: 616 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية