117 - ذكر عتبة بن أسيد بن حارثة الثقفي رضي الله عنه
مهاجري، يكنى أبا بصير ، كان من المحبوسين بمكة، فانفلت في الهدنة بعد القضية، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فكتب فيه الأخنس بن شريق ، وأزهر بن [ ص: 621 ] عبد عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده عليهم، قال: ، المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: البيت، فلما صدوه وقدم المدينة، أتاه أبو بصير ، وكان ممن حبس بمكة، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب فيه أزهر بن عبد عوف الزهري ، والأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثا معه رجلين من خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد زيارة بني عامر بن لؤي، فقدما بكتابهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بصير، إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المسلمين فرجا ومخرجا، انطلق إلى قومك" ، فقال: يا رسول الله، تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟ قال: "يا أبا بصير، انطلق فإن الله سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا" ، فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة جلس إلى جدار وجلس معه صاحباه، قال أبو بصير: أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر؟ قال: نعم، قال: أنظر إليه؟ قال: إن شئت، فاستله أبو بصير، ثم علاه به حتى قتله، وخرج الآخر سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا الرجل قد رأى فزعا" ، [ ص: 622 ] فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ويلك، مالك؟" ، قال: قتل صاحبكم صاحبي، فوالله، ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا بالسيف حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله وفت ذمتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه مسعر حرب" وفي رواية: وفت ذمتك رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم وفي رواية: "ويل أمه مخش حرب لو كان معه رجال" ، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى نزل بالعيص من ناحية ساحل البحر بطريق قريش إلى الشام، وبلغ المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان معه رجال" ، فخرجوا إلى أبي بصير ، وانفلت أبو جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فاجتمع إليه قريب من سبعين رجلا، فضيقوا على قريش ممرهم ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يناشدونه بالله والرحم لما أرسل إليهم، فردهم النبي صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة [ ص: 623 ] .