الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2 - ذكر أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب.

روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة فأقبل على أصحابه، قال: " بينما رجل يسوق بقرة فبدا له أن يركبها فأقبلت عليه، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحراثة   "، فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني آمنت به أنا [ ص: 85 ] وأبو بكر ، وعمر" قال: " وبينما رجل في غنمه إذ جاء الذئب فذهب بشاة من غنمه فطلبه راعيها، فلما أدركه لفظها وأقبل عليه، وقال: فمن لها يوم السبع، يوم لا يكون لها راع غيري   ".

فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني آمنت به أنا وأبو بكر ، وعمر"
.

وعن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي، وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب ، وعليه قميص يجره"، قالوا: فماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "الدين"   .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "بينما أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به، فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب" [ ص: 86 ] .

قالوا فما أولت يا رسول الله؟ قال: "العلم"
.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "رأيت في النوم أني أستقي بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، فنزع نزعا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن"   .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وتبعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، فرجف بهم فضربه برجله، فقال [ ص: 87 ] :

"اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان"  
.

وعن محمد بن سعد عن أبيه، قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نساء من قريش يسألنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب تبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: أضحك الله سنك ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب"، فقال عمر رضي الله عنه أنت أحق أن يهبن يا رسول الله، فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إيها يا ابن الخطاب ، فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك   [ ص: 88 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية