الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
140 - ذكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كنيته أبو عبد الرحمن.

قال مصعب بن عبد الله: كان معاوية رضي الله عنه، يقول: أسلمت عام القضية، لقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبل إسلامي،  وعام القضية هو العام [ ص: 664 ] الذي صد النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت.

قيل: أسلم وهو ابن ثماني عشرة.

قال ابن عباس ، رضي الله عنه: كان معاوية فقيها.

قيل: توفي سنة ستين، كان أبيض طويلا، أبيض الرأس واللحية، وقال ابن عباس رضي الله عنه: ما رأيت رجلا أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يريدون منه أرجاء واد رحب.

ليس بالضيق الحصر.
 

وعن أبي صالح قال: كان الحادي يحدو بعثمان رضي الله عنه، ويقول:

إن الأمير بعده علي وفي الزبير خلف رضي

قال كعب: بل هو صاحب البغلة الشهباء، يعني معاوية رضي الله عنه، فأتاه، فقال: يا أبا إسحاق ، يقول هذا، وهاهنا علي ، والزبير وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: أنت صاحبها [ ص: 665 ] .

قال أهل التاريخ: كان عند معاوية رضي الله عنه، قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزاره، ورداؤه، وشعره، فأوصاهم عند موته، فقال: كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري شعره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين.  

التالي السابق


الخدمات العلمية