الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: لما أسلم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ولم تعلم قريش بإسلامه،  قال: أي أهل مكة أنشر للحديث؟ قالوا: جميل بن معمر الجمحي ، قال: فخرج إليه عمر رضي الله عنه، وأنا أتبع أثره غلاما، أعقل ما أرى وأروي ما أسمع، فقال: يا جميل هل علمت أني أسلمت؟ قال: فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى أندية قريش: أن ابن الخطاب صبأ فقال عمر: كذب، ولكني أسلمت، وآمنت بالله، وصدقت رسوله، فثاروا إليه، فقاتلهم، وقاتلوه حتى ركدت الشمس على رءوسهم، وفتر عمر ، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو قد كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا، أو تركناها لكم، [ ص: 100 ] قال: فبينما هم قيام عليه، إذ أقبل رجل عليه حلة حبرة وقميص موشى، فقال: ما لكم؟ قالوا: صبأ ابن الخطاب ، قال: فمه، امرء اختار لنفسه دينا، فتظنون أن بني عدي تسلم لكم صاحبكم، فوالله لكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه، فقلت: له بعد بالمدينة: يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ؟ قال: يا بني، العاص بن وائل.

التالي السابق


الخدمات العلمية