الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل: قال خيثمة: قال سليمان بن داود عليه السلام: كل العيش قد جربناه لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه.  

وقال: أتى ملك الموت سليمان بن داود عليه السلام وكان له صديقا، فقال له سليمان: مالك تأتي أهل بيت فتقبضهم جميعا، وتدع آل بيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا؟ ! قال: ما أنا بأعلم بما أقبض منك، إنما أكون تحت العرش فيلقى إلي صكاك فيها أسماء.

قال خيثمة: وكانوا يقولون: إن الشيطان يقول: كيف يغلبني ابن آدم؟ إذا رضي كنت في قلبه، وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه، وما غلبني ابن آدم عليه فلن يغلبني على ثلاث: أن يأخذ مالا من غير حقه، وأن يمنعه من حقه، ويضعه في غير حقه.

وقال: تقول الملائكة: يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا وتعرضه للبلاء  فيقول الله تعالى للملائكة: "اكشفوا له عن ثوابه" فإذا رأوا ثوابه قالوا: لا يا رب لا يضره ما أصابه في الدنيا.

ويقولون: عبدك الكافر [ ص: 751 ] تزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا، فيقول للملائكة: "اكشفوا عن عقابه" فإذا رأوه قالوا: لا ينفعه ما أصابه من الدنيا.

قال خيثمة: شيء هو أحلى من العسل ولا ينقطع: الألفة، جعلها الله بين المؤمنين.

التالي السابق


الخدمات العلمية