الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الدال

184 - ذكر داود بن أبي هند بصري تابعي رضي الله عنه

قال سفيان الثوري سمعت داود بن أبي هند وكان عاقلا، يقول: إنك إذا أخذت بالذي اجتمعوا عليه لم يضرك الذي اختلفوا فيه، وإن الذي اختلفوا فيه هو الذي نهوا عنه.  

وقال حماد بن زيد قلت لداود بن أبي هند: ما تقول في القدر؟ قال داود: لم نوكل إلى القدر وإليه نصير.

وقال سعيد بن عامر قال داود: أتيت الشام فلقيني غيلان، فقال: يا داود إني أريد أن أسألك عن مسائل، فقلت: سلني عن خمسين مسألة [ ص: 756 ] وأسألك عن مسألتين، فقال: سل يا داود قلت: أخبرني ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟  قال: العقل، فقلت أخبرني عن العقل؟ أهو شيء مباح للناس، من شاء أخذه ومن شاء تركه، أم هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.

وقال سفيان سمعت داود بن أبي هند ، يقول: أصابني الطاعون زمن الطاعون فأغمي علي فكان اثنين أتياني فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: أي شيء تجد؟ قال: أجد تسبيحا وتكبيرا وخطا إلى المسجد، وشيئا من قراءة القرآن.

وفي رواية: فقال أحدهما للآخر: انظر فنظر إلى رجلي فقال: كم من خير مشت قالا: لم يأن له، فقاما وارتفعا فبرئت وأقبلت على القرآن فحفظته ولم أكن أحفظه قبل ذلك.

وقال ابن عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خرازا يحمل غداه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم [ ص: 757 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية