الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الطاء

215 - ذكر طاوس بن كيسان رضي الله عنه، كنيته أبو عبد الرحمن

من أهل اليمن.

قال طاوس لابنه: إذا قبرتني فانظر في قبري، فإن لم تجدني [ ص: 827 ] فاحمد الله، وإن وجدتني فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال الراوي: فأخبرني بعض ولده أنه نظر فلم يجد شيئا، ورئي في وجهه السرور.

وقال طاوس: إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا، فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.  

وقال الليث: قال لي طاوس: ما تعلمته فتعلمه لنفسك فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس.  

وقال سلمة بن وهرام: قال طاوس: كان يقال: اسجد للقرد في زمانه.

وقال سفيان: جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه، فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه فقال: أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يده [ ص: 828 ] .

ومر طاوس برواس قد أخرج رأسا مشويا فغشي عليه، وسار رجل مع طاوس فسمع غرابا نعب فقال: خير، فقال طاوس: أي خير عند هذا أو شر، لا تصحبني ولا تمشي معي.

وقال رجل لطاوس: ادع الله لي، قال: ما أجد لقلبي خشية فأدعو لك.

وقال ابن أبي رواد: كان طاوس طاوسا كاسمه.

قال ابن أبي نجيح: ما رأيت بأرضنا أحدا أحسن قراءة من طاوس.  

قال ابن شوذب: شهدت جنازة طاوس سنة ست ومائة.

فجعلوا يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة.

التالي السابق


الخدمات العلمية