226 - ذكر عمرو بن عتبة بن فرقد رضي الله عنه
قال قال الأعمش عمرو بن عتبة: سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل منها وما أدبر، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها، وسألته الشهادة فأنا أرجوها. سألت الله ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وأنا انتظر الثالثة،
فقتل شهيدا.
وقال الحسن بن عمرو حدثني مولى لعمرو بن عتبة ، قال: طلبنا عمرا يوما حارا في ساعة حارة، فوجدناه في جبل وهو ساجد وغمامة تظله، وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته.
ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف، فقلنا له: ما خفت من الأسد؟ فقال: إني لأستحيي أن أخاف شيئا سوى الله.
وقال كان علي بن صالح: عمرو بن عتبة يرعى ركاب أصحابه إذا [ ص: 845 ] خرجوا إلى الغزو وغمامة تظله، وكان يصلي والسبع يضرب حوله بذنبه يحميه.
وقال كان يخرج ليلا فيقف على القبور، فقال: يا أهل القبور قد طويت الصحف، ورفعت الأعمال، ثم يبكي ويصف بين قدميه حتى يصبح فيرجع فيشهد صلاة الصبح، وكان يتسحر برغيف، ويفطر برغيف. عيسى بن عمر:
قال الحفاظ: كان من كبار تابعي أهل الكوفة، شغلته العبادة عن الرواية [ ص: 846 ] .