الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن أوفى بن حكيم ، قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه عمر خرج علينا علي رضي الله عنه، فقال: لله در باكية عمر ، واعمراه قوم الأود، وأبر العمد، واعمراه مات نقي الجيب قليل العيب، واعمراه ذهب بالسنة وأبقى الفتنة.  

وعن معروف بن أبي معروف ، قال: سمع صوت يوم أصيب عمر رضي الله عنه:

ليبك على الإسلام من كان باكيا فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد     فأدبرت الدنيا وأدبر أهلها
وقد ملها من كان يؤمن بالوعد

[ ص: 117 ] وعن جرير بن عبد الحميد ، عن جدته، قالت: لما جاء نعي عمر رضي الله عنه كأن الناس يرون أن القيامة قد قامت، جعل الرجل يوصي كأنهم قد أتاهم الأمر.  

وعن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه لما نفر من منى أناخ بالأبطح فكوم كومة من بطحاء فألقى عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليه ورفع يديه إلى السماء، وقال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني غير مضيع، ولا مفرط، ثم قدم المدينة وخطب الناس، فقال: أيها الناس فرضت لكم الفرائض، وسنت لكم السنة وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا، فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات   [ ص: 118 ] .

وقال معاوية رضي الله عنه: توفي عمر رضي الله عنه، وهو ابن ثلاث وستين سنة.  

قال أهل التاريخ: قتل عمر رضي الله عنه يوم الأربعاء لأربع ليال بقين عن ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين ونصفا وأياما، وخلافة أبي بكر سنتين وأشهرا   [ ص: 119 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية