الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
231 - ذكر علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين رضي الله عنه

روى العتبي ، قال: كان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة، قيل له في ذلك، فقال: ويحكم أتدرون إلى من أقوم، ومن أريد أن أناجي.

وقال: من ضحك ضحكة مج مجة علم.

وقال: إن الجسد إذا لم يمرض أشر، ولا خير في جسد يأشر.  

وقال: من قنع بما قسم الله له فهو أغنى الناس،  وكان يحمل جرب [ ص: 868 ] طعام على ظهره بالليل، فيتصدق به على فقراء المدينة، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.  

وقال محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون من الليل.

وقال نافع بن جبير ، لعلي بن الحسين: غفر الله لك أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد زيد بن أسلم فتجلس معه؟ فقال: إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيث كان،  وكان يتخطى حلق قومه حتى يأتي زيد بن أسلم ، ويقول: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.

وقال أبو جعفر: قاسم الله أبي ماله مرتين.

وقال أبو حمزة الثمالي: كنت عند علي بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله ويصرخن فقال: هل تدري ما تقول هذه؟ قلت: لا، قال: إنها تقدس ربها وتسأله قوت يومها والله أعلم [ ص: 869 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية