الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
233 - ذكر عبد الله بن زيد الجرمي أبي قلابة رضي الله عنه

قال أبو قلابة: إذا أحدث الله لك علما فأحدث له عبادة، ولا يكن همك ما تحدث به الناس.  

قال: وقيل للقمان: أي الناس أعلم؟ قال: الذي يزداد من علم الناس [ ص: 871 ] إلى علمه.

وقال مسلم بن يسار لو كان أبو قلابة من العجم لكان مؤبذ مؤبذان، يعني قاضي القضاة.  

وقال أبو قلابة: إذا كان الإنسان أعلم بنفسه من الناس فذاك قمن أن ينجو،  وإذا كان الناس أعلم به من نفسه فذاك قمن أن يهلك.

وقال: إذا بلغك من أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك،  فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه.

وقال أيوب: لما توفي عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام .

وقال أيوب: رآني أبو قلابة وأنا أشتري تمرا رديا فقال: كنت أظن أن الله نفعك بمجالستنا، أما علمت أن الله تعالى قد نزع من كل ردي بركته.  

وقال خالد الحذاء: كنا نأتي أبا قلابة فإذا حدثنا ثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت [ ص: 872 ] .

وقال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون، والله تعالى أعلم بالصواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية