الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
253 - ذكر قتادة بن دعامة، كنيته أبو الخطاب رحمه الله

تابعي بصري.

قال قتادة: ما سمعت أذني شيئا قط إلا وعاه قلبي.

قال قتادة حدثني إبراهيم ، سعيد بن المسيب أربعة أيام فقال يوما: لست تكتب فهل يصير في يدك شيء مما أحدثك به؟ قلت له: إن شئت حدثتك بما حدثتني به.

قال: فأعدته عليه فبقي ينظر إلي ويقول: أنت أهل أن [ ص: 901 ] تحدث.

فأقمت عنده ثمانية أيام، فقال لي في اليوم الثامن: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني.

وقال عاصم الأحول: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، ونال منه، فقلت له: يا أبا الخطاب إني أرى العلماء يقع بعضهم في بعض، فقال: يا أحيول، ألا ترى أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر.  

وقال قتادة: يستحب ألا تقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهور.  

وقال في قوله عز وجل: فلولا أنه كان من المسبحين .

قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا.

وقال: من يتق الله يكن معه، ومن يكن معه فمعه الفئة التي لا تغلب   [ ص: 902 ] ، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل.

وقال في قوله عز وجل: ومن يتق الله يجعل له مخرجا .

قال: من شبهات الدنيا، ومن الكرب عند الموت، ومن مواقف يوم القيامة: ويرزقه من حيث لا يحتسب .

قال: من حيث يرجو ومن حيث لا يرجو، ومن حيث يأمل ومن حيث لا يأمل.

وقال: باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل.  

وقال: من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق   [ ص: 903 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية