الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن عبد الله بن عمر ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية ، قال: فبينما عمر يخطب الناس يوما، فجعل يصيح وهو على المنبر، يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، فقدم رسول الجيش، فسأله فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فإذا صائح يصيح يا ساري الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله، فقيل لعمر رضي الله عنه: إنك كنت تصيح بذلك   [ ص: 136 ] .

وفي رواية أبي بلخ ، قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعدا على المنبر يوم الجمعة يخطب الناس فبينما هو في خطبته، قال بأعلى صوته: يا ساري الجبل، يا ساري الجبل، ثم أخذ في خطبته فأنكر الناس ذلك منه، فلما نزل وصلى قيل له: يا أمير المؤمنين قد صنعت اليوم شيئا ما كنا نعرفه، قال: وما ذاك؟ قيل: قلت كذا وكذا، وذكروا ما نادى به، فقال: ما كان شيئا من هذا، قالوا: بلى والله لقد كان ذاك يا أمير المؤمنين، قال فاثبتوا من هذا الونيم من هذا الشهر، ثم أبصروا، وكان بعث سارية في بعث فظفر العدو فلجأوا إلى الجبل، فقال: يا سارية لما انصرف بينا نحن نقاتل العدو إذ سمعنا صوتا لا ندري ما هو: يا سارية الجبل ثلاثا، فدفع الله عز وجل عنا به فنظروا في ذلك اليوم، فإذا هو اليوم الذي قال فيه عمر ما قال.

وقال سفيان بن عيينة بإسناد له: ما كان أبو بكر ، وعمر إلا حجة على الناس أن يقول قائل: من ذا الذي يستطيع أن يعمل بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقال: أبو بكر ، وعمر رضي الله عنهما فكانا حجة على الناس   [ ص: 137 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية