الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

أخبرنا عمر بن أحمد السمسار ، أخبرنا أبو بكر بن أبي علي ، حدثنا الطبراني ، وحدثنا أحمد بن حماد زغبه ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود أنه سمع عمير بن سلمة الدؤلي ، يقول: إنه خرج مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أو أخبر عمير من كان مع عمر بن الخطاب ، قال: فأتينا عمر نصف النهار وهو قائل في ظل شجرة، إذ جاءت أعرابية، فتوسمت الناس، فجاءته، فقالت: إني امرأة مسكينة ولي بنون، وإن أمير المؤمنين كان بعث محمد بن مسلمة ساعيا فلم يعطنا، فلعلك، يرحمك الله، أن تشفع لنا إليه،  قال: فصاح: يا يرفأ ، ادع لي محمد بن مسلمة ، فقالت: إنه أنجح لحاجتي أن تقوم معي إليه، قال: إنه سيفعل إن شاء الله، فجاءه يرفأ ، فقال: أجب، فجاء، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فاستحيت المرأة، فقال عمر رضي الله عنه: والله ما آلو أن أختار خياركم، كيف أنت قائل إذا سألك الله عن هذه؟ فدمعت عينا محمد ، ثم قال عمر رضي الله عنه: إن الله بعث إلينا محمدا نبيه صلى الله عليه وسلم فصدقناه واتبعناه فعمل بما أمره الله به فجعل الصدقة لأهلها من المساكين حتى قبضه الله على ذلك، ثم استخلف الله أبا بكر فعمل بسنته [ ص: 139 ] حتى قبضه الله تعالى، ثم استخلفني فلم آل أن أختار خياركم، فأد إليها صدقة العام وعام الأول، وما أدري لعلي لا أبعثك، ثم دعا لها بجمل، وأعطاها دقيقا وزيتا، وقال: خذي هذا حتى تلحقينا بخيبر فإنا نريدها، فأتته بخيبر، فدعا بجملين آخرين، وقال: خذي هذا فإن فيه بلاغا حتى يأتيكم محمد بن مسلمة فقد أمرته أن يعطيك حقك العام وعام الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية