الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، حدثنا محمد بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا الحسن الخلواني ، وعبد بن حميد ، أخبرني يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره، أن أباه سعدا ، قال: استأذن عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله يضحك، فقال عمر: أضحكك الله يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت من [ ص: 140 ] هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب"، قال عمر: فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن، ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني، ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك"  قال: وحدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا عبد الله بن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: أتصلي عليه وقد نهاك الله عز وجل أن تصلي عليه،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما خيرني الله فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسأزيد عن سبعين " فقال: إنه منافق، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره وفي رواية: فترك الصلاة عليهم [ ص: 141 ] .

قال: وحدثنا مسلم ، حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، وعمرو ، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخل، فذكرت غيرتك "، فبكى عمر رضي الله عنه، وقال: أي رسول الله أو عليك يغار؟  

التالي السابق


الخدمات العلمية