الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3 - ذكر أبي عمرو عثمان ذي النورين رضي الله عنه هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.

أخبرنا والدي أبو جعفر محمد بن الفضل بن علي وكان من خيار عباد الله الورعين، رحمه الله، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد ، أخبرنا محمد بن عمر الشبوني ، حدثنا محمد بن يوسف الفربري ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا [ ص: 152 ] حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا، وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن، فقال: "ائذن له وبشره بالجنة"، فإذا أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: "ائذن له وبشره بالجنة" فإذا عمر ، فجاء آخر يستأذن فسكت هنيهة، ثم قال: "ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه"  فإذا عثمان بن عفان

قال حماد: وحدثنا عاصم الأحول ، وعلي بن الحكم ، سمعا أبا عثمان يحدث، عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء، قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته، فلما دخل عثمان غطاها  

قال: وحدثنا البخاري، حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد ، حدثنا أبي، عن يونس ، عن ابن شهاب، عروة أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة ، وعبد الرحمن بن الأسود بن [ ص: 153 ] عبد يغوث ، قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد بن عقبة ، فقد أكثر الناس فيه؟ فقعدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، قال: يا أيها المرء منك قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك فانصرفت فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان ، فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله بالحق، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد ، قال: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: أما بعد، فإن الله عز وجل بعث محمدا نبيه صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعته، فوالله ما عصيته، ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل،  ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استخلفت أو ليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم، أما ما ذكرت من شأن الوليد فسآخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليا ، رضي الله عنه، فأمره أن يجلده فجلده ثمانين [ ص: 154 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية