513 - ذكر أبي نصر الجهني مدني رضي الله عنه
أخبرنا أبو مسعود المؤذن ، حدثنا علي بن محمد بن ميلة ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، حدثني أحمد بن عبد الرحيم بن سعيد ، حدثني علي بن محمد البخاري ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأشهلي الأنصاري ، قال: سمعت أبي، قال " قدم علينا ابن أبي فديك: سنة ثلاث، فأخلي له المسجد ووقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منبره وفي موقف هارون الرشيد جبريل، واعتنق أسطوانة التوبة، ثم قال: قفوا بي على أهل الصفة، فلما أتاهم حرك أبو نصر الجهني ، وقيل: هذا أمير المؤمنين فرفع رأسه، فقال: أيها الرجل إنه ليس بين عباد الله وأمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رعيتك، وبين الله خلق غيرك وإن الله سائلك عنهم، فأعد للمسألة جوابا، فقد قال رضي الله عنه: لو ضاعت سخلة على شاطئ عمر بن الخطاب الفرات لخاف أن يسأله الله عنها، قال: فبكى عمر بن الخطاب هارون ، ثم قال: يا أبا نصر ، إن رعيتي ودهري غير رعية عمر ودهره، قال: فقال له أبو نصر: هذا والله غير مغن عنك، فانظر لنفسك، فإنك تسألان عما خولكما الله، قال: فدعا وعمر هارون بصرة فيها مائة دينار، فقال: ادفعوها إلى أبي نصر ، فقال: ما أنا إلا رجل من أهل الصفة، فادفعوها إلى فلان يفرقها بينهم ويجعلني رجلا منهم " [ ص: 1252 ] .