515 - ذكر أبي كعب الحارثي رضي الله عنه
قال: وحدثنا هبة الله ، أخبرنا عبد الوهاب بن علي ، أخبرنا يوسف بن عمر ، قال: قرأت على محمد بن مخلد: حدثكم أحمد بن منصور بن سنان ، حدثنا ، حدثني إبراهيم بن خالد الصنعاني أمية بن شبل ، عن زياد بن جبل ، عن أبي كعب الحارثي ، قال: حدثتنا عنه أسماء النجرانية، وهوده الإداوة، قال: " خرجت في إبل لي ضوال، قال: فتزودت لبنا في إداوة، قال: ثم قلت في نفسي: ما أنصفت ربي عز وجل، فأين [ ص: 1254 ] الوضوء؟ قال: فأهرقت اللبن وملأتها ماء، قال: فقلت: هذا وضوء، وهذا شراب، قال: فكنت أرعى إبلي، فإذا أردت أن أتوضأ صببت من الإداوة ماء فتوضأت، وإذا أردت أن أشرب صببت لبنا، فشربت فمكثت بذلك ثلاثا.
فقالت له أسماء النجرانية: أحقينا كان أم حليبا؟ قال: إنك لبطالة، بل كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ، أما إني حدثت بهذا نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني قنان، قال: ما أظن الذي يقول كما تقول؟ قال: قلت: الله أعلم به، قال: ثم رجعت إلى منزلي فبت ليلتي تيك فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي، فخرجت إليه فقلت: يرحمك الله لم تعنيت إلي الآن؟ ألا أرسلت إلي فأتيتك؟ فقال: أنا أحق بذلك أن آتيك، ما بتنا الليلة إلا أتاني آت أن تكذب من يحدث بأنعم الله ".