الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
515 - ذكر أبي كعب الحارثي رضي الله عنه

قال: وحدثنا هبة الله ، أخبرنا عبد الوهاب بن علي ، أخبرنا يوسف بن عمر ، قال: قرأت على محمد بن مخلد: حدثكم أحمد بن منصور بن سنان ، حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، حدثني أمية بن شبل ، عن زياد بن جبل ، عن أبي كعب الحارثي ، قال: حدثتنا عنه أسماء النجرانية، وهوده الإداوة، قال: " خرجت في إبل لي ضوال، قال: فتزودت لبنا في إداوة، قال: ثم قلت في نفسي: ما أنصفت ربي عز وجل، فأين [ ص: 1254 ] الوضوء؟ قال: فأهرقت اللبن وملأتها ماء، قال: فقلت: هذا وضوء، وهذا شراب، قال: فكنت أرعى إبلي، فإذا أردت أن أتوضأ صببت من الإداوة ماء فتوضأت، وإذا أردت أن أشرب صببت لبنا، فشربت فمكثت بذلك ثلاثا.

فقالت له أسماء النجرانية: أحقينا كان أم حليبا؟ قال: إنك لبطالة، بل كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ، أما إني حدثت بهذا نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني قنان، قال: ما أظن الذي يقول كما تقول؟ قال: قلت: الله أعلم به، قال: ثم رجعت إلى منزلي فبت ليلتي تيك فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي، فخرجت إليه فقلت: يرحمك الله لم تعنيت إلي الآن؟ ألا أرسلت إلي فأتيتك؟ فقال: أنا أحق بذلك أن آتيك، ما بتنا الليلة إلا أتاني آت أن تكذب من يحدث بأنعم الله ".

التالي السابق


الخدمات العلمية