526 - أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المقرئ ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ ، أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب ، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن إسماعيل البزاز المقرئ ، قال: سمعت أحمد بن علي البزار يعرف بوكيع لفهمه الحديث جدا، قال: سمعت أحمد بن يحيى الجلاء ، يقول: سمعت أبي، يقول: " كنت جالسا عند معروف يوما، فجاء رجل فقال: يا أبا محفوظ ، رأيت أمس عجبا، قال: ماذا رأيت؟ قال: اشتهى أهلي سمكا، فخرجت إلى باب الكرخ، فأخذت سمكة فشويتها، فبينما أنا أطلب من يحملها إذا أنا بصبي حماسي ملتف بعباءة، ومعه طبق، فقال: يا عم تحمل علي؟ قلت: نعم، فوضعت السمكة على رأسه ومشى بين يدي، فكان لا يرفع قدما ولا يضعها إلا بذكر الله، فمررنا بمسجد يؤذن فيه للظهر، فقال: يا عم هل لك في أن تصلي؟ فقلت: صبي يدعوني إلى الصلاة ولا أجيبه، فقلت: نعم، فوضع الطبق والسمكة [ ص: 1265 ] على باب المسجد ودخل المسجد، فلم يزل يركع وأنا أحفظ السمكة فلما أقيمت الصلاة قلت: صبي توكل على الله في طبقه ألا أتوكل على الله في سمكتي، فدخلت فصليت وخرجت فإذا هي بحالها، فأخذها على رأسه ثم عاد إلى ما كان عليه من الذكر إلى أن وصلت إلى منزلي فأخبرت أهلي خبره، فقالوا لي: قل له يأكل معنا، فقلت له: إنهم يسألونك أن تفطر عندهم، قال: نعم، فأين طريق المسجد فدللته على المسجد فلم يزل راكعا وساجدا إلى العصر، فلما صليت العصر، جعل رأسه بين ركبتيه، ثم لم يزل كذلك إلى المغرب، فلما صليت المغرب، قلت: هل لك في الإفطار؟ قال: عادة قد جرت لي إن حملتني عليها فأنا أجيبك.
قلت ما هي؟ قال: عادة قد جرت لي أن أفطر بعد عشاء الآخرة، فصبرت له وكنت أعددت في بيتي ما يحتاج إليه فلما صلى أخذته إلى البيت وزرفنت عليه الباب، وكانت لي ابنة لا تبطش بيديها ولا تمشي برجليها، عمياء كقطعة لحم، قد أتى عليها عشرون سنة، فبينما نحن نيام في جوف الليل فإذا بداق يدق علينا باب البيت فقلنا من [ ص: 1266 ] هذا؟ قالت: فلانة، فبادرناها هي تمشي وتبطش وتبصر، فقلنا من هذا: ما شأنك؟ فقالت: ما أدري إلا أني سهرت في جوف الليل فألقي في نفسي سلي الله بحق ضيفكم، فقلت: اللهم بحق ضيفنا إلا أطلقتني، فأنا كما ترون، قال: فبادرت إلى البيت فإذا الغلام ليس ثم.
فبكى معروف ، وقال: نعم منهم صغار وكبار ".
قال: وأخبرنا هبة الله ، أخبرنا عبد الوهاب ، أخبرنا يوسف ، قال: قرأت على ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا محمد بن منصور الطوسي دحيم بن موسى النخعي ، قال: "رأيت رجلا من البصريين يأخذ الشيء على الله فيعطيه المساكين فيقضي عنه" .
قال دحيم: فجئت إلى عطار بباب التبن فأخذت منه مائة درهم قرضا على الله فكسوت منه ثيابا، يعني للمساكين، فأخذت عشرة دراهم أشتري ثوبا لنفسي، فمرضت ومررت بالعطار بعد، فقال لي: تعال، فأتيته، فقال: مر بي رجل فأعطاني مائة درهم مما عليك، فقلت: لي عشر ومائة، فقال لي: العشرة أخذها لنفسه [ ص: 1267 ] .