537 - ذكر أبي حمزة البغدادي رضي الله عنه
صحب ، كان يتكلم السري السقطي ببغداد في جامع الرصافة، وكان عالما بالقراءات، فتكلم يوما في جامع المدينة، فتغير عليه حاله وسقط عن كرسيه ومات في الجمعة الثانية، وكان من رفاق أبي تراب [ ص: 1276 ] النخشبي في أسفاره وهو من أولاد عيسى بن أبان ، وكان إذا جرى في مجلسه شيء من كلام القوم يقول أحمد بن حنبل لأبي حمزة: ما تقول فيها يا صوفي؟ دخل البصرة مرارا وصحب أيضا بشرا الحافي ، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال أبو حمزة: ومن المحال أن يوجدك طعم ذكره ثم يشغلك بغيره. من المحال أن تحبه ثم لا تذكره، ومن المحال أن تذكره ثم لا يوجدك طعم ذكره،
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، قال: سمعت ، يقول: سمعت أبا بكر الرازي خيرا النساج ، يقول: سمعت أبا حمزة ، يقول: خرجت من بلاد الروم فوقفت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من مضى؟ قال: نعم فريق في الجنة وفريق في السعير .
قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، قال: سمعت نصرا ، يقول: سمعت محمد بن عبد الله البغدادي ، قال: سمعت الجنيد ، يقول: " وافى أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر فسلمت عليه وشهيته، فقال: سكباجة [ ص: 1277 ] وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخلا، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملت له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيري لنا وأدخلته الدار وأسبلت الستر فدخل وأكل كله فلما فرغ من أكله دخلت عليه وقد أتى على كله فقال لي: يا أبا القاسم لا تعجب فما هذا من مكة إلا الأكلة الثالثة ".
وقال أبو حمزة: بطن خال، مع قلب قانع، وفقر دائم، معه زهد حاضر، وصبر كامل، معه ذكر دائم [ ص: 1278 ] . من رزق ثلاثة أشياء فقد نجا من الآفات: