الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
543 - ذكر أبي علي الروذباري رضي الله عنه

من أهل بغداد، سكن مصر وصار شيخها، ومات بها، صحب الجنيد ، والنوري ، والمسوحي ببغداد، وصحب أبا عبد الله بن الجلاء بالشام، كان عالما حافظا للحديث.

قال أبو علي الروذباري: فضل المقال على الفعال منقصة، وفضل الفعال على المقال مكرمة.

وسئل عن التصوف  فقال: هذا مذهب كله جد، فلا تخلطوه بشيء من الهزل، وقال: لو تكلم أهل التوحيد بلسان التجريد لما بقي محب إلا مات.

وقال: ما أظهر من نعمه دليل على ما بطن من كرمه.

وقال: لا رضى لمن لا يصبر، ولا كمال لمن لا يشكر، وبالله وصل [ ص: 1284 ] العارفون إلى محبته وشكروه على نعمته، وقال أبو علي الروذباري:

روحي إليك بكلها قد أجمعت لو أن فيك هلاكها ما أقلعت     تبكي عليك بكلها عن كلها
حتى يقال: من البكاء تقطعت     فانظر إليها نظرة بتعطف
فلطالما متعتها فتمتعت

وقال أبو علي: والاهم قبل أفعالهم، وعاداهم قبل أفعالهم، ثم جازاهم بأفعالهم.

وقال أبو علي الروذباري: كان أستاذي في التصوف الجنيد ، وأستاذي في الفقه أبو العباس بن سريج ، وأستاذي في الأدب ثعلب ، وأستاذي في الحديث إبراهيم الحربي [ ص: 1285 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية