فصل
روي عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة من بعدي ثلاثون سنة" .
قال: فحسبنا ذلك فوجدناه تمام ولاية علي رضي الله عنه.
وفي رواية، قال: "الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون الملك" .
وعن أبي معشر ، قال: كانت خلافة علي خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
وعن زيد بن وهب ، قال: جاء وفد من أهل البصرة فيهم رأس الخوارج، يقال له: جعدة بن بعجة ، فخطب، وحمد الله، ثم قال: يا علي اتق الله، فإنك ميت، وقد علمت سبيل المحسن من سبيل المسيء - يعني بالمحسن عمر - فقال علي: ميت، بل والله مقتول قتلا تصاب هذه فتخضب هذه - ووضع شريك يده على رأسه - عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى، قال: فعابوا عليه لباسه، فقال: تعيبون [ ص: 192 ] علي لباسي، وهو أبعد لي من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم.
وعن عبيد الله بن أبي رافع ، قال: اجتمع الناس على علي رضي الله عنه حتى أدموا رجله، فقال: اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني، فأرحني منهم، وأرحهم مني.
قال: فما مات إلا تلك الليلة.
قال أبو معشر: قتل في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة.
وقال عبد الله بن سلام: ما قتلت أمة نبيها إلا قتل به منهم سبعون ألفا ولا قتلوا خليفتهم إلا قتل به منهم خمسة وثلاثون ألفا.
وعن جعفر ، عن أبيه أن عليا رضي الله عنه كان يخرج إلى الصبح في يده درة يوقظ الناس، فخرج فضربه ابن ملجم ، فأخذ، فقال علي [ ص: 193 ] رضي الله عنه: أطعموه، واسقوه، وأحسنوا إساره، فإن أصح، فأنا ولي دمي أعفو إن شئت، وإن شئت استقدت، وإن أنا هلكت فبدا لكم أن تقتلوه، فلا تمثلوا به.
قال مصعب بن عبد الله: كان حسين بن علي رضي الله عنه يقول: قتل أبي وهو ابن ثمان وخمسين سنة.


