سورة بني إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
، عن عبد الرزاق ، قال: حدثني معمر أبو هارون العبدي ، عن في قوله تعالى: أبي سعيد الخدري سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال: حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل له أذنان مضطربتان، وهو البراق، وهو الذي كانت تركبه الأنبياء قبلي، فركبته، فانطلق تقع يده عند منتهى بصره، فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليه، ثم سمعت نداء عن شمالي يا محمد على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليه، ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يدها تقول: على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليها، ثم أتيت بيت المقدس -أو قال المسجد الأقصى- فنزلت عن الدابة، فأوثقتها بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها، ثم دخلت المسجد فصليت فيه فقال لي جبريل: ما رأيت في وجهك؟ فقلت: سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليه، قال: ذاك داعي اليهود، أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك، قلت: ثم سمعت نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك، فمضيت ولم أعرج عليه، قال: ذاك داعي [ ص: 366 ] النصارى، أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك، ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يديها تقول: على رسلك يا محمد أسألك، فمضيت ولم أعرج عليها، قال: تلك الدنيا تزينت لك، أما إنك لو وقفت عليها اختارت أمتك الدنيا على الآخرة ، ثم أتيت بإناءين أحدهما فيه لبن، والآخر فيه خمر فقيل لي: اشرب أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقال: أصبت الفطرة، أو أخذت الفطرة .
قال : وأخبرني معمر ، عن الزهري أنه قيل له: ابن المسيب ثم قال أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك، ، عن أبو هارون في حديثه أبي سعيد الخدري وما يعلم جنود ربك إلا هو ، وإذا أنا برجل كهيئته يوم خلقه الله لم يتغير منه شيء، وإذا تعرض عليه أرواح ذريته قلت يا فإذا كان روح مؤمن قال: روح طيب وريح طيبة، اجعلوا كتابه في عليين، فإذا كان روح كافر قال: روح خبيث وريح خبيثة، اجعلوا كتابه في سجين، جبريل من هذا؟ قال: أبوك آدم فسلم علي ورحب [ ص: 367 ] بي قال: مرحبا بالابن الصالح قلت: يا ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا قال: ويقال: كلوا كما أكلتم، فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك، قلت: من هؤلاء يا ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويدس في أفواههم جبريل ؟ قال: هؤلاء الهمازون الذين يأكلون لحوم الناس، قال: ثم نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم، وإذا حولهم جيف منتنة، فجعلوا يميلون على الجيف يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزناة، عمدوا إلى ما حرم الله عليهم، وتركوا ما أحل الله لهم، ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت، وهم على سابلة آل فرعون، فإذا مر بهم آل فرعون فيميل بأحدهم بطنه فيقع فيتوطؤهم آل فرعون بأرجلهم [ ص: 368 ] وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، ربا في بطونهم فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس، ثم نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن، ونساء منكسات بأرجلهن، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هن اللائي يزنين ويقتلن أولادهن، ثم صعدنا إلى السماء الثانية، فإذا بيوسف وحوله تبع كثير من أمته، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، فسلم علي ورحب بي، ثم مضينا إلى السماء الثالثة، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى شبيهان أحدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما فسلما علي ورحبا بي، ثم مضينا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس فسلم علي ورحب بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقد قال الله تعالى: ورفعناه مكانا عليا ، ثم مضيت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون المحبب في قومه، وحوله تبع كثير من أمته، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم طويل اللحية، تكاد لحيته تمس سرته، فسلم علي ورحب بي، ثم مضينا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى فسلم علي ورحب بي، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رجل كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما، فقال موسى : يزعم الناس أني أكرم الخلق على الله، وهذا أكرم على الله مني، ولو كان وحده لم أبال، ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته، ثم مضينا إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور فسلم علي وقال: مرحبا بابني الصالح، وقال: إن هذا مكانك ومكان أمتك، ثم تلا: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .
[ ص: 369 ] قال: لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت الورقة منها لمغطية هذه الأمة، وإذا في أصلها عين تجري فانشعبت شعبتين قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما هذا فهو نهر الرحمة، وأما هذا فهو الكوثر الذي أعطاكه الله، فقال: فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، ثم أخذت على الكوثر ، ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه، فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك وإذا فيها رمان كأنها جلود الإبل المقتبة، وإذا فيها طير كأنها البخت، فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن تلك الطير لناعمة؟ قال: آكلها أنعم منها يا أبا بكر، وإني لأرجو أن تأكل منها، قال: ورأيت جارية فسألتها لمن أنت؟ فقالت: لزيد بن حارثة، فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا، قال: ثم إن الله تبارك وتعالى أمرني بأمره، وفرض علي خمسين صلاة فمررت على حتى دخلت الجنة، فإذا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، موسى فقال: بم أمرك ربك؟ قلت: قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فإن أمتك لا يقومون لهذا، فرجعت إلى ربي فسألته فوضع عني عشرا، ثم رجعت إلى موسى فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت فرض علي خمسين صلاة، بموسى حتى فرض علي خمس صلوات، فقال لي موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقلت: لقد رجعت حتى استحييت -أو قال: قلت ما أنا براجع- قال: فقيل لي: إن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة الخمسة [ ص: 370 ] بعشرة أمثالها ومن هم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، ومن عملها كتبت عشرا، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه شيء، فإن عملها كتبت واحدة . قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم جيء بالمعراج الذي كانت تعرج فيه أرواح بني آدم، فإذا أحسن ما رأيت ألم تروا إلى الميت كيف يحدج ببصره إليه! فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معه؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، ففتحوا لي وسلموا علي، وإذا ملك موكل يحرس السماء يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك، مع كل منهم مائة ألف، ثم قرأ:
، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة سالم ، عن ، عن معدان بن أبي طلحة ثوبان ، قال: إني لأضربهم بعصاي حتى يرفضوا عنه، وإنه ليغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق، والآخر من ذهب طوله ما بين أنا عند عقر حوضي أذود الناس عنه لأهل اليمين، بصرى وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة أو مقامي هذا إلى عمان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن رجل عن الزهري ، قال: أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني فليحلون عن الحوض يعني ينحون، فلأقولن: أي رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.
[ ص: 371 ] ، عن عبد الرزاق ، عن معمر الحسن ، قال: . قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليرفعن لي ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني اختلجوا دوني فلأقولن: أي رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك
، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال: سمعت أبي سلمة بن عبد الرحمن يقول: جابر بن عبد الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قمت في الحجر حين كذبني قومي ليلة أسري بي، فأثنيت على ربي وسألته أن يمثل لي بيت المقدس، فرفع لي فجعلت أنعت لهم آياته
، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب أبي هريرة به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه ليلة أسري إبراهيم وموسى وعيسى قال: أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه، وأما موسى فرجل آدم، طوال جعد، أقنى كأنه من رجال شنوءة، وأما عيسى فرجل أحمر بين القصير والطويل، سبط الشعر، كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس تخال [ ص: 372 ] رأسه يقطر ماء وما به ماء، أشبه من رأيت به عروة بن مسعود .
، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة أنس ، قال: جبريل: ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله منه، فارفض عرقا أتي النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه، فاستصعب عليه، فقال له .
نا ، عن عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن مسعر ، عن عاصم بن أبي النجود ، قال: زر بن حبيش حذيفة المسجد الأقصى فقلت: قد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أنت تقول ذلك يا صلع؟ قلت: نعم بيني وبينك القرآن فاقرأه، قال فقرأ: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا الآية قال هل تجده صلى فيه؟ قلت: لا، قال حذيفة: لو صلى فيه لكتبت عليكم صلاة فيه، كما كتبت عند المسجد الحرام، ثم قال حذيفة: أتي بدابة طوال هكذا، وأشار بيده، خطوه مد البصر، فما زايلا بدئهما ظهر البراق حتى رأيا الجنة والنار ووعده أجمع، ثم رجع عودهما على بدئهما ويحدثون أنه ربطه لئلا يفر منه، وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة. ذكر عند
[ ص: 373 ] ، عن عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان ، عن عمر بن نبهان ، عن قتادة أنس ، قال: جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يعملون إن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أسري به مر بقوم تقض شفاههم بمقاريض من نار، فكلما قصت عادت، قال: قلت يا .