الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1094 - حدثنا الفضل بن الحباب ، قثنا أبو الوليد الطيالسي قال نا عكرمة بن [ ص: 644 ] عمار ، عن إياس بن سلمة الأكوع ، عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر، فكان عمي يرتجز وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     ونحن عن فضلك ما استغنينا
فثبت الأقدام إن لاقينا     وأنزلن سكينة علينا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟" قالوا: عامر ، قال: "غفر الله لك يا عامر" ، وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصه إلا استشهد، فقال عمر : لو ما متعتنا بعامر ، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

فبرز له عامر فقال:

قد علمت خيبر أني عامر     شاكي السلاح بطل محاذر

فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر ، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر ، بطل عمل عامر ، قتل عامر نفسه، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال هذا؟" قال: قلت: ناس من أصحابك، فقال: "كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين" ، ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب ، فأتيته وهو أرمد، حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فبصق في عينيه، فبرأ، ثم أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب

قال علي:

أنا الذي سمتني أمي حيدره     كليث غابات كريه المنظره
[ ص: 645 ] أو فيهم بالصاع كيل السندره

قال: فضربه، ففلق رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يدي علي ".  


التالي السابق


الخدمات العلمية