الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1168 - حدثنا عبد الله ، قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن حماد ، قثنا أبو عوانة ، قثنا [ ص: 683 ] أبو بلج قثنا عمرو بن ميمون ، قال: إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط قالوا: يا أبا عباس ، إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء، قال: فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله" ، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: "أين علي ؟"  قالوا: هو في الرحى يطحن، قال: "وما كان أحدكم يطحن؟" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينه ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية [ ص: 684 ] بنت حيي، قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: "لا يذهب بها إلا رجل مني، وأنا منه" ، قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟" قال: وعلي جالس معهم، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: فبركه، ثم أقبل على رجل رجل منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟" فأبوا، قال: فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" ، قال: وكان أول من آمن من الناس بعد خديجة،  وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن ، وحسين فقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، قال: وشرى علي بنفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر ، وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تضور، وقد استنكرنا ذلك، قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لا" ، فبكى علي ، فقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" ، قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة" ، قال: وسد أبواب المسجد غير باب [ ص: 685 ] علي ، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه علي " ، قال: وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟ قال: وقال: نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه، قال: " وكنت فاعلا، وما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ".  

التالي السابق


الخدمات العلمية