الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1425 - حدثنا عبد الله ، قال: حدثني أبي، قثنا بهز بن أسد ، قثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، قثنا عبد الله بن رياح ، عن أبي هريرة ، قال: فذكر فتح مكة قال: فنظر فرآني فقال: "يا أبا هريرة" فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: فقال: "اهتف بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري"، فهتفت بهم، فجاءوا فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم قال: ثم قال: بيديه إحداهما على الأخرى: احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا" قال: فقال أبو هريرة: فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء، وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا قال: فقال أبو سفيان يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" قال: فغلق الناس أبوابهم قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى [ ص: 797 ] الحجر، فاستلمه، فذكر الحديث قال: ثم أتى الصفا فعلاه، حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، والأنصار تحته قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة في عشيرته قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله حتى يقضي قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته؟" قالوا: قلنا ذاك يا رسول الله، قال: "فما اسمي إذا، كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم"  قال: فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم".

التالي السابق


الخدمات العلمية