الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
836 - حدثنا أحمد ، قثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، قال: حدثني أبي ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة ، وهو جد موسى أبو أمه، قال: بعثني الزبير إلى عثمان ، [ ص: 512 ] وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف، وهو على فرش ذي ظهر، وعنده الحسن بن علي ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وبين يديه مراكن ماء مملوءة، ورياط مطرحة، فقلت: بعثني إليك الزبير وهو يقرئك السلام ويقول: إني على طاعتك لم أبدل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك، فكنت رجلا من القوم، وإن شئت أقمت، وإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضوا لما آمرهم به، فلما سمع الرسالة قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام وقل له أن يدخل الدار لا يكون إلا رجلا من القوم، فمكانك أحب إلي، وعسى أن يدفع الله بك عني، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم بما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى يا أبا هريرة، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون بعدي فتن وأمور وأحداث" ، قلنا: فأين المنجا منها يا رسول الله؟ قال: "إلى الأمين وحزبه" وأشار إلى عثمان بن عفان ، فقام الناس فقالوا: قد أمكتنا البصائر، فائذن لنا في الجهاد، فقال عثمان: عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل، قال: فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف، فقتلوه رضي الله عنه.  

التالي السابق


الخدمات العلمية