الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز : فبما رحمة من الله لنت لهم   .

        1107 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا روح ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة في قوله عز وجل : فبما رحمة من الله لنت لهم ، قال : يقول : من رحمة الله لنت لهم .

        1108 - أخبرنا علي بن عبد العزيز قال ، حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : فبما رحمة من الله أعملت الباء فيها فجررتها بها ، كما نصبت هذه الآية : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة .

        قوله جل وعز : ولو كنت فظا غليظ القلب .

        1109 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا روح ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، قال قتادة : طهره الله من الفظاظة والغلظة ، وجعله قريبا رحيما رؤوفا بالمؤمنين [ ص: 466 ] .

        قوله جل وعز : لانفضوا .

        1110 - حدثنا علي بن المبارك ، قال : حدثنا زيد ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن ابن عباس ، في قوله : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . أي : لانصرفوا عنك .

        1111 - أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : لانفضوا من حولك أي : تفرقوا على كل وجه .

        1112 - حدثنا علي ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : لانفضوا من حولك أي : لتركوك .

        قوله جل وعز : فاعف عنهم واستغفر لهم .

        1113 - حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب ، قال : حدثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة قوله : فاعف عنهم واستغفر لهم ذكر لنا أن نعت نبي الله صلى الله عليه وسلم محمد في التوراة   "ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح" [ ص: 467 ] .

        1114 - حدثنا علي ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : فاعف عنهم أي : تجاوز عنهم واستغفر لهم ذنوبهم ، من قارف من أهل الإيمان منهم .

        قوله جل وعز : وشاورهم في الأمر .

        1115 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن شبرمة ، عن الحسن في قوله عز وجل : وشاورهم في الأمر : قد علم الله عز وجل أنه ليس به إليهم حاجة ، ولكن أراد أن يستن به من بعده .

        1116 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عمران ، قال : سمعت الحسن يقول في قول الله تبارك وتعالى : وشاورهم في الأمر ، قال : ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم .

        1117 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا أحمد بن الخليل ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا الأشجعي ، عن سفيان ، قال : قال الضحاك : ما أمر الله [ ص: 468 ] عز وجل نبيه بالمشورة ، إلا لما علم ما فيها من البركة   . قال سفيان : وبلغني أنها نصف العقل . قال : وكان عمر بن الخطاب يشاور حتى المرأة   .

        1118 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا روح ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في الأمور -وهو يأتيه وحي السماء- لأنه أطيب لأنفس القوم ، إذا شاور بعضهم بعضا ، وأرادوا بذلك وجه الله عز وجل ، عزم الله لهم على أرشده .

        1119 - حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان ، عن رجل ، عن عمرو ، عن ابن عباس : أنه قرأ : وشاورهم في بعض الأمور .

        1120 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال : ذكر لنبيه لينه ثم قال : فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر أي : لتريهم أنك تسمع منهم ، وتستعين بهم ، وإن كنت غنيا عنهم ، تألفا لهم بذلك على دينهم [ ص: 469 ] .

        قوله جل وعز : فإذا عزمت فتوكل على الله الآية

        1121 - حدثنا علي ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق : فإذا عزمت أي : على أمر جاءك مني ، وأمر من دينك في جهاد عدوك ولا يصلحك ولا يصلحهم إلا ذلك ، فامض على ما أمرت به ، على خلاف من خالفك ، وموافقة من وافقك ، وتوكل على الله" أي : ارض به من العباد إن الله يحب المتوكلين .

        1122 - حدثنا زكريا ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : فإذا عزمت فتوكل على الله ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إذا عزم على أمر أن يمضي فيه ويستقيم على أمر الله ويتوكل على الله .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية