الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز : وما كان لنبي أن يغل   .

        1124 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا حماد ، عن قيس ، عن طاوس ، أن ابن عباس كان يقرأ : وما كان لنبي أن يغل .

        1125 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الحسن بن الربيع ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين ، فقال الناس : لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها ! فأنزل الله عز وجل : وما كان لنبي أن يغل [ ص: 471 ] ، قال خصيف : فقلت لسعيد بن جبير : وما كان لنبي أن يغل يقول يخان ، قال : بل يغل ويقتل أيضا .

        1126 - حدثنا موسى ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : وما كان لنبي أن يغل ، قال : يقسم لبعض ، ويترك بعضا .

        1127 - حدثنا موسى ، قال : حدثنا شجاع ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثني ابن جريج : وما كان لنبي أن يغل ، قال : قال ابن عباس : أن يقسم لطائفة ، ولا يقسم لطائفة ، وأن يجور في الحكم وفي القسم .

        1128 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : وما كان لنبي أن يغل الآية ، أي : ما كان لنبي أن يكتم الناس ما بعثه الله به إليهم ، عن رهبة من الناس [ ص: 472 ] ولا رغبة ومن يغلل أي : من يفعل ذلك يأت بما غل يوم القيامة .

        1129 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، قال : حدثنا أبو النضر ، عن شعبة ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال : مر بنا أبو عبد الرحمن السلمي فقلت له : كيف تقرأ هذا الحرف : وما كان لنبي أن يغل أو يغل ؟ فقال : أن يغل .

        1130 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن أبي وائل قال : وما كان لنبي أن يغل .

        1131 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، قال : حدثت عن عمران بن حدير ، قال : سمعت عكرمة يقول : " إنكم تقرؤون هذا الحرف : وما كان لنبي أن يغل ولو كان هذا ما استطاع أحدنا أن يغل .

        1132 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، عن الكسائي ، في قوله وما كان لنبي أن يغل قال : يقرأ بفتح الياء وضمها ، فمن فتح الياء أراد : أن لا يغل هو نفسه . ومن قرأ : يغل أن يتهم بالغلول ، ويكون بمعنى : أن يخان ، وكان الكسائي يختار فيها ضم الياء ، وبذلك قرأ [ ص: 473 ] .

        1133 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا حماد ، عن حميد ، عن الحسن قال : أن يغل .

        1134 - حدثنا علي ، عن أبي عبيد ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا مغيرة ، عن إبراهيم أنه قرأها : يغل .

        -قال هشيم : وأخبرنا عوف ، عن الحسن ، أنه قرأها : يغل ، وقال : أن يخان .

        1135 - حدثنا علي بن المبارك ، قال : حدثنا زيد ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : وما كان لنبي أن يغل ، قال : أن يخون .

        1136 - حدثنا النجار ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : وما كان لنبي أن يغل قال : أن يغله أصحابه .

        وقال بعضهم : وما كان لنبي أن يغل وقال بعضهم : يغل وكل صواب ، لأن معناه -إن شاء الله- أن يخان ، أو يخون . [ ص: 474 ] .

        قوله جل وعز : ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة .

        1137 - حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث مناديه عند الغنائم فيقول : ألا لا يغلن رجل مخيطا فما فوقه ، ألا لا أعرفن رجلا يغل بعيرا يأتي به يوم القيامة ، حامله على عنقه له رغاء   ! ألا لا أعرفن رجلا يغل فرسا يأتي به يوم القيامة ، حامله على عنقه له حمحمة ! ألا لا أعرفن أحدا يغل شاة ، يأتي بها يوم القيامة ، حاملها على عنقه ، لها ثغاء ، فيسمع من ذلك ما شاء الله أن يسمع ! .

        ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اجتنبوا الغلول فإنه عار ، وشنار ، ونار  
        .

        قوله جل وعز : ثم توفى كل نفس ما كسبت .

        1138 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ثم يجزى بكسبه غير مظلوم ، ولا معتدى عليه [ ص: 475 ] .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية