الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: إن في خلق السماوات والأرض   .

        1260 - حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله الحمال ، أبو عمران ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، قالا: حدثنا يحيى الحماني ، قال: حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: أتت قريش اليهود، فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه، ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى، فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: كان يبرئ الأكمه، والأبرص، ويحيي الموتى. [ ص: 532 ] فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا، فدعا ربه، فنزلت: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات الآية، فليتفكروا فيها".  

        1261 - حدثنا أبو أحمد ، قال: أخبرنا جعفر بن عون ، قال: أخبرنا أبو جناب الكلبي ، قال: حدثنا عطاء ، قال: دخلت أنا وعبد الله بن عمر ، وعبيد بن عمير على عائشة، وهي في خدرها، فسلمنا عليها، فقالت: من هؤلاء؟ قال: قلت: هذا عبد الله بن عمر ، وعبيد بن عمير ، فقالت: يا عبيد، ما يمنعك من زيارتنا؟! قال: ما قال الأول: زر غبا تزدد حبا". قالت: إنا لنحب زيارتك وغشيانك.

        فقال عبد الله بن عمر: دعونا من رطانتكم هذه، حدثيني ما أعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبكت، ثم قالت: كل أمره كان عجبا، أتاني في ليلتي! فدخل معي في لحافي، وألزق جلده بجلدي، ثم قال: " يا عائشة، ائذني لي في أن أتعبد لربي! "، فقلت: إني لأحب قربك وأحب هواك! قالت: فقام إلى قربة في البيت فما أكثر صب الماء، ثم قام فصلى، فقرأ القرآن، ثم بكى حتى رأيت أن دموعه قد بلغت حقوه، قالت: ثم [ ص: 533 ] جلس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم بكى حتى رأيت أن دموعه قد بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، وذكر الحديث.

        قالت: فدخل عليه بلال ، فآذنه لصلاة الفجر، قال: الصلاة، يا رسول الله، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: " يا بلال، أفلا أكون عبدا شكورا؟ وما لي لا أبكي، وقد نزل علي الليلة إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ، قرأ إلى سبحانك فقنا عذاب النار ؟ [ثم قال: ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها"].


        التالي السابق


        الخدمات العلمية