الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم  الآية.

        1425 - حدثنا علان ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله جل ذكره: " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم إلى آخر الآية، فهذا في الرجل يحضر الرجل عند موته، فيسمعه يوصي وصية تضر بورثته، فأمر الله سبحانه الذي يسمعه أن يتقي الله، ويوفقه، ويسدده للصواب، ولينظر لورثته كما كان يحب أن يصنع بورثته، إذا خشي عليهم الضيعة" [ ص: 585 ] .

        1426 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا أبو بكر ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن حبيب ، قال: " ذهبت أنا والحكم إلى سعيد بن جبير ، فسألته عن قوله عز وجل: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا إلى قوله: سديدا ، قال: هو الرجل يحضره الموت، فيقول له من يحضره: اتق الله، أعطهم، صلهم، برهم، ولو كانوا هم الذين يأمرونه بالوصية، لأحبوا أن يبقوا لأولادهم".

        1427 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: وليخش الذين لو تركوا إلى قوله: سديدا كان يقول هذا عند تفريق المال حين يقسم، فيقول الذين يحضرون: أقللت، فزد فلانا، فيقول: وليخش أولئك، وليقولوا فيهم ما يحب أن يقال في ولده، بالعدل إذا أكثر، أن يقولوا: أبق على ولدك" [ ص: 586 ] .

        قوله جل وعز: فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا .

        1428 - أخبرنا النجار ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله جل وعز: " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا ، قال: إذا حضرت وصية ميت، فأمره بما كنت آمرا به نفسك مما يتقرب به إلى الله جل وعز، وخف في ذلك ما كنت خائفا على ضعفة، لو تركتهم بعدك، فاتق الله، وقل قولا سديدا: سدده إن هو زاغ".

        1429 - أخبرنا علي ، قال: حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة: قولا سديدا ; أي: قصدا".

        التالي السابق


        الخدمات العلمية