قوله جل وعز: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت .
1869 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة "ذات الرقاع" أقام بها بقية جمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، ثم خرج في شعبان إلى بدر ، لميعاد أبي سفيان ، حتى نزله، فأقام عليه ثماني ليال، ينظر أبا سفيان .
وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران ، وبعض الناس يقول: عسفان ثم بدا له الرجوع، فقال: يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب، وإن عامكم هذا عام جدب، فرجع، ورجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق.
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فمكث بها حتى مضى ذو الحجة، وهي سنة أربع من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غزا رسول الله [ ص: 744 ] "دومة الجندل" ثم رجع قبل أن يصل إليها ولم يلق كيدا، فأقام بالمدينة بقية سنته تلك، ثم كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس.
فحدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال: فحدثني يزيد بن رومان، مولى أبي الزبير بن عروة بن الزبير ، ومن لا يتهم، عن ، عبد الله بن كعب بن مالك ، والزهري ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وعبد الله بن أبي بكر ، وغيرهم، من علمائنا، فدل جميع حديثه في الحديث عن ومحمد بن كعب القرظي الخندق ، وبعضهم يحدث ما لا يحدث بعض، أنه كان من حديث الخندق ، أن نفرا من يهود، منهم: سلام بن أبي الحقيق النضري ، وحيي بن أخطب النضري ، وهودة بن قيس الوابلي ، وأبو عمار الوابلي ، في نفر من بني النضير ، ونفر من بني وائل ، وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه، خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنا سنكون معكم حتى نستأصله. فقالت لهم قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد ، فديننا خير أم دينهم؟.
قالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منهم، فهم الذين أنزل الله جل ثناؤه فيهم: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا [ ص: 745 ] إلى قوله: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله أي: النبوة فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة .
إلى قوله: وكفى بجهنم سعيرا ، فلما قالوا ذلك لقريش ، سروهم، ونشطوا إلى ما دعوهم له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا لذلك، واتعدوا له. وخرج أولئك النفر من يهود، حتى جاؤوا غطفان ، من قيس عيلان ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروهم أنه (سيكونوا) معهم عليه، وأن قريشا قد بايعوهم على ذلك، وأجمعوا معهم.
1870 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن شعبة أبي إسحاق ، عن حسان بن فايد ، عن ، في قوله عز وجل: عمر بن الخطاب بالجبت والطاغوت قال: الجبت: السحر.
1871 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا أبو ميسرة ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال: حدثنا مسلم ، عن ، عن ابن أبي نجيح ، في قوله جل وعز: مجاهد يؤمنون بالجبت قال: الجبت: السحر.
-وممن قال: إن الجبت: السحر: الشعبي وأبو العالية .
[ ص: 746 ]
1872 - حدثنا أبو ميسرة ، قال: حدثنا أبو كامل ، قال: حدثنا ، عن أبو عوانة أبي بشر ، عن ، في قوله عز وجل: سعيد بن جبير بالجبت والطاغوت قال: الجبت: الشيطان.
1873 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم قال: حدثنا فضيل ، عن عطية : الجبت والطاغوت قال: الجبت: الشيطان.
1874 - حدثنا علان ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن ، عن علي بن أبي طلحة ، قوله عز وجل: ابن عباس بالجبت والطاغوت يقول: الشرك.
1875 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا في الجبت والطاغوت ، قال عبد الرزاق الكلبي : هما كاهنان جميعا، كعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب .
1876 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا ، عن عبد الرزاق معمر ، عن أيوب ، قال: كان عكرمة يقول: الجبت والطاغوت : صنمان.
[ ص: 747 ]
1877 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : الجبت والطاغوت كل معبود من حجر، أو مدر، أو صورة، أو شيطان، فهو جبت وطاغوت. أبي عبيدة
قوله جل وعز: والطاغوت .
1878 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن شعبة أبي إسحاق ، عن حسان بن فايد ، عن ، في قوله عز وجل: عمر بن الخطاب بالجبت والطاغوت قال: الطاغوت: الشيطان.
1879 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال: حدثنا مسلم ، عن ، عن ابن أبي نجيح : الطاغوت قال: الطاغوت: الشيطان، في صورة إنسان، يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم. مجاهد
-وممن قال إن الطاغوت الشيطان: ، الشعبي وأبو العالية .
1880 - حدثنا أبو ميسرة ، قال: حدثنا أبو كامل -وهو الفضل بن الحسين الجحدري- قال: حدثنا ، عن أبو عوانة أبي بشر ، عن في قوله عز وجل جل ثناؤه: سعيد بن [ ص: 748 ] جبير بالجبت والطاغوت قال: الطاغوت: الكاهن.
1881 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن المبارك زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ، عن ابن جريج : عكرمة مولى ابن عباس بالجبت والطاغوت الطاغوت: الكهانة.
قوله جل وعز: ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى الآية.
1882 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا بندار محمد بن بشار ، قال: أنبأنا ابن أبي عدي ، عن داود بن أبي هند عكرمة ، عن قال: لما قدم ابن عباس كعب بن الأشرف مكة أتوه فقالوا له: نحن أهل السقاية، والسدانة، وأنت سيد أهل المدينة ، فنحن خير أم هذا الصنبير المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا؟! قال: بل أنتم خير منه! قال: فنزلت عليه إن شانئك هو الأبتر ، قال: وأنزلت عليه [ ص: 749 ] ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى قوله: نصيرا .
1883 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا سعيد بن منصور سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، قال: قدم حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف إلى مكة ، فقالت قريش : أنتم أهل الكتاب، وأهل العلم، فنحن خير أم محمد ؟ قالوا: وما أنتم وما محمد ؟. قالوا: صنبور قطع أرحامنا، واتبعه سراق الحجيج، بنو غفار ، فنحن أهدى سبيلا أو هو؟ قالوا: أنتم، فأنزل الله جل ثناؤه: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا إلى قوله: فلن تجد له نصيرا .
وروي عن نحو من ذلك. قتادة
[ ص: 750 ]
1884 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة أهدى سبيلا أقوم طريقة.