الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- باب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ

- باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة

- باب أصل النسخ واشتقاقه

- باب النسخ على كم يكون من ضرب

باب الفرق بين النسخ والبداء

باب السور التي فيها الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

فأما معنى أو ينفوا من الأرض ففيه أقوال منها عن ابن عباس ما ذكرناه أنهم يهربون حتى يخرجوا من دار الإسلام إلى دار الحرب، وهذا أيضا محكي معناه عن الشافعي أنهم يخرجون من بلد إلى بلد ويحاربون، وكذا قال الزهري محمد بن مسلم .

451 - وقال سعيد بن جبير "ينفون من بلد إلى بلد وكلما أقاموا في بلد نفوا منه" 452 - وقال الشعبي "ينفيه السلطان الذي أحدث هذا في عمله عن عمله" وقال مالك بن أنس رحمه الله "ينفى من البلد الذي أحدث فيه هذا إلى غيره [ ص: 292 ] ثم يحبس فيه" ويحتج لمالك بأن الزاني كذا ينفى وقال الكوفيون لما قال الله جل وعز أو ينفوا من الأرض وقد علم أنه لا بد أن يستقروا في الأرض لم يكن شيء أولى بهم من الحبس لأنه إذا حبس فقد نفي من الأرض إلا من موضع استقراره .

فَأَمَّا مَعْنَى أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ فَفِيهِ أَقْوَالٌ مِنْهَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّهُمْ يَهْرُبُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ دَارِ الْإِسْلَامِ إِلَى دَارِ الْحَرْبِ، وَهَذَا أَيْضًا مَحْكِيٌّ مَعْنَاهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيُحَارَبُونَ، وَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ .

451 - وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ "يُنْفَوْنَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَكُلَّمَا أَقَامُوا فِي بَلَدٍ نُفُوا مِنْهُ" 452 - وَقَالَ الشَّعْبِيُّ "يَنْفِيَهُ السُّلْطَانُ الَّذِي أَحْدَثَ هَذَا فِي عَمَلِهِ عَنْ عَمَلِهِ" وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ "يُنْفَى مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي أَحْدَثَ فِيهِ هَذَا إِلَى غَيْرِهِ [ ص: 292 ] ثُمَّ يُحْبَسُ فِيهِ" وَيَحْتَجُّ لِمَالِكٍ بِأَنَّ الزَّانِيَ كَذَا يُنْفَى وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ لَمَّا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لَا بُدُّ أَنْ يَسْتَقِرُّوا فِي الْأَرْضِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَوْلَى بِهِمْ مِنَ الْحَبْسِ لِأَنَّهُ إِذَا حُبِسَ فَقَدْ نُفِيَ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مِنْ مَوْضِعَ اسْتِقْرَارِهِ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث