692 - وقد صح عنه عليه السلام أنه قال: فأستغفر الله تعالى في اليوم والليلة مائة مرة" وفي السير أن كبراء "إنه ليغان على قلبي قريش جاءوه فقالوا: يا محمد قد استغويت ضعفاءنا وسفهاءنا وذلك حين أظهر دعوته وتبينت براهينه فأمسك عنا حتى ننظر في أمرك فإن تبين لنا اتبعناك وإن لم يتبين لنا كنت على أمرك ونحن على أمرنا فوقع له صلى الله عليه وسلم أن هذا إنصاف ثم نبهه الله بالخاطر والتذكر لما أمره الله تعالى به من إظهار الدعوة وأن يصدع بما أمر به ثم نزل عليه الوحي لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا وما بعده فيكون على هذا ألقى الشيطان في أمنيته أي في سره والقول الآخر عليه أكثر أهل التأويل .
693 - قال "في أمنيته في قراءته" [ ص: 532 ] 694 - وقال سعيد بن جبير في قوله 695 - وقال مجاهد : "الأمنية التلاوة" . الضحاك
قال وهذا معروف في اللغة منه أبو جعفر: لا يعلمون الكتاب إلا أماني فيكون التقدير على هذا ألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم إما شيطانا من الإنس وإما شيطانا من الجن ومتعارف في الآثار أن الشيطان كان يظهر كثيرا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب فألقى الشيطان هذا في [ ص: 533 ] تلاوة النبي عليه السلام من غير أن ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على هذا أن ظاهر القرآن كذا وأن الثقات من أصحاب السير كذا يروون.
696 - كما روى ، عن موسى بن عقبة ، "ألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم فإن شفاعتهم ترتجى فوقرت في مسامع المشركين، فاتبعوه جميعا وسجدوا وأنكر ذلك المسلمون ولم يسمعوه واتصل الخبر الزهري بالمهاجرين في أرض الحبشة وأن الجماعة قد تبعت النبي عليه السلام فقدموا وقد نسخ الله ما ألقاه الشيطان فلحقهم الأذى والعنت" .
قال " فقد تبين معنى الآية بهذا وبغيره 697 - وقال أبو جعفر: ابن جريج ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم قال القاسية قلوبهم المشركون .
قال وهذا قول بين لأنهم لم تلن قلوبهم لاتباع الحق والذين في قلوبهم مرض المنافقون. أبو جعفر:
[ ص: 534 ]