باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة.
للعلماء في هذا خمسة أقوال:
فمنهم من يقول: وهذا قول الكوفيين. ينسخ القرآن القرآن والسنة
[ ص: 417 ] ومنهم من يقول: ينسخ القرآن القرآن، ولا يجوز أن تنسخه السنة وهذا قول في جماعة معه وقال قوم: ينسخ السنة القرآن والسنة. الشافعي
[ ص: 418 ] وقال قوم: تنسخ السنة السنة ولا [ ص: 419 ] ينسخها القرآن والقول الخامس: قاله قال: الأقوال قد تقابلت فلا أحكم على أحدها بالآخر قال محمد بن شجاع وحجة أصحاب القول الأول في أن أبو جعفر: قول الله تعالى: القرآن ينسخ بالقرآن والسنة وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وقال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية.
[ ص: 420 ] وقد أجمع الجميع على أن فكذا سبيل النسخ واحتجوا بآيات من القرآن تأولوها على نسخ القرآن بالسنة ستمر في السور إن شاء الله عز وجل واحتج من قال: لا ينسخ القرآن إلا قرآن بقوله تعالى: القرآن إذا نزل بلفظ مجمل ففسره رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه كان بمنزلة القرآن المتلو نأت بخير منها أو مثلها ، وبقوله تعالى: قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي وأصحاب القول الأول يقولون: لم ينسخه من قبل نفسه ولكنه بوحي غير القرآن وهكذا سبيل الأحكام إنما تكون من قبل الله تعالى.
8 - وقد روى ، عن الضحاك ، ابن عباس نأت بخير منها "نجعل مكانها أنفع لكم منها وأخف عليكم أو مثلها في المنفعة أو ننسها يقول: أو نتركها كما هي فلا ننسخها".