الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والجنس الثالث من التدليس:

قوم دلسوا على أقوام مجهولين لا يدرى من هم، ومن أين هم؟
 

مثال ذلك ما:

252 - أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثني حسين الأشقر قال: حديث شعيب بن عبد الله النهمي ، عن أبي عبد الله ، عن نوف قال: بت عند علي رضي الله عنه فذكر كلاما.

قال ابن المديني: فحدثني حسين ، فقلت لحسين ممن سمعته؟ فقال: حدثنيه شعيب ، عن أبي عبد الله ، عن نوف ، فقلت لشعيب من حدثك بهذا؟ قال أبو عبد الله الجصاص ، قلت: عمن؟ قال: عن حماد القصار ، فلقيت حمادا ، فقلت: من حدثك بهذا؟ فقال: بلغني عن فرقد السبخي ، عن نوف ، فإذا هو قد دلس، عن ثلاثة، والحديث بعد منقطع، [ ص: 344 ] وأبو عبد الله الجصاص مجهول، وحماد القصار لا يدرى من هو، وبلغه عن فرقد ، وفرقد لم يدرك نوفا ، ولا رآه.

253 - أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة، قال: حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال: حدثنا عثمان بن محمد قال: حدثنا ابن إدريس ، عن شعبة ، عن عبد الله بن صبيح ، عن محمد بن سيرين قال: " ثلاثة يصدقون من حدثهم: أنس ، وأبو العالية ، والحسن ".

قال الحاكم: وقد روى جماعة من الأئمة، عن قوم من المجهولين.

فمنهم: سفيان بن سعيد الثوري ، رضي الله عنه روى عن أبي همام السكوني ، وأبي مسكين ، وأبي خالد الطائي ، وغيرهم من المجهولين ممن لم نقف على أساميهم، غير أبي همام ، فإنه الوليد بن قيس إن شاء الله.

وكذلك شعبة بن الحجاج ، حدث عن جماعة من المجهولين، فأما بقية بن الوليد ، فحدث عن خلق من خلق الله لا يوقف على أنسابهم، ولا عدالتهم.

وقال أحمد بن حنبل: رضي الله عنه: إذا حدث بقية عن المشهورين فرواياته مقبولة، وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة.

[ ص: 345 ] وعيسى بن موسى التيمي البخاري الملقب بغنجار شيخ في نفسه ثقة مقبول، قد احتج به (محمد بن إسماعيل) البخاري في الجامع الصحيح، غير أنه يحدث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا يعرفون بأحاديث مناكير، وربما توهم طالب هذا العلم أنه بجرح فيه وليس كذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية