الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر النوع السابع والعشرين

من علوم الحديث

هذا النوع منه: معرفة علل الحديث.  

وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل.

270 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الهاشمي قال: حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال: سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي.

قال الحاكم: وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، (فإن حديث) المجروح ساقط واه، وعلة الحديث، يكثر في [ ص: 360 ] أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولا.

الحجة فيه عندنا الحفظ، والفهم، والمعرفة لا غير.

271 - وقال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا؟ لم يكن له حجة.

272 - وأخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبدويه الوراق [ ص: 361 ] بالري، قال: حدثنا محمد بن صالح الكيليني قال: سمعت أبا زرعة وقال له رجل: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة، فأذكر علته، ثم تقصد محمد بن مسلم بن وارة ، فتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني، فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم ، فيعلله، ثم تميز كلامنا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة، فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل ذلك، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام.

فالجنس الأول من علل الحديث:

مثاله ما:

273 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: ، عن موسى بن عقبة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: "من جلس مجلسا كثر فيه لغطه، فقال قبل أن [ ص: 362 ] يقوم سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".  

قال الحاكم: هذا حديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح، وله علة فاحشة:

التالي السابق


الخدمات العلمية