2 - سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الأدمي بمكة، يقول: سمعت ، يقول: سمعت موسى بن هارون رحمه الله، وسئل عن معنى هذا الحديث، فقال: "إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم". أحمد بن حنبل
[ ص: 108 ] قال وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة. الحاكم:
فلقد أحسن في تفسير هذا الخبر، أن أحمد بن حنبل ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين، واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين، بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين، من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار، على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار ، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار، بوجود الكسر والأطمار، قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية، وتوابع ذلك من البدع والأهواء، والمقاييس والآراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها تكاءهم، وبواريها فرشهم. الطائفة المنصورة التي يدفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث،