الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
372 - سألت أبا محمد الحسن بن محمد بن صالح السبيعي الحافظ ، عن حديث إسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس، فقال: لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة،  قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس، سنة ثلاث مائة، فدخلت على أبي بكر الباغندي ، عند منصرفي من مجلس ابن ناجية ، فسألني: من أين جئت؟ قلت من مجلس ابن ناجية ، قال: وإيش قرأ عليكم اليوم؟ قلت أحاديث الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس، فقال: مر لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن الشعبي؟ فنظرت في الجزء فلم أجد، فقال: اكتب، ذكر أبو بكر بن أبي شيبة ، [ ص: 429 ] قلت: عن من؟ فمنعته من التدليس، وطالبته بالسماع، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ ، قال: حدثني محمد بن المعلى الأثرم ، قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي ، عن مالك بن مغول ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وآله قصة الطلاق، والسكنى، والنفقة.

ثم انصرفت إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ، يعرف بابن سهل ، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العباس بن سعيد به، فقال أبو العباس: ليس عند إسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي ، قال: ثم وجد لإسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي ، فقال لي: قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء ، عن الشعبي حرفين.

قال السبيعي: فكتب ابن عقدة هذا الحديث، عن ابن سهل عني، عن الباغندي.

قال السبيعي: فاجتمعت مع فلان، وسمى شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة، وثلاث مائة، فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد ذلك بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا، ولم يعرفه، ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين، فذكرنا هذا الباب، فقال لي: حدثنا أبو القاسم علي بن إسماعيل الصفار ، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال: حدثنا أبو بكر بن [ ص: 430 ] أبي شيبة ، ولم يعلم أن هذا الأثرم غير ذاك.

قال السبيعي: فذكرت قصتي هذه لفلان المفيد، وأتى عليه سنون، فحدث بالحديث عن الباغندي وحكى أنه دخل الكوفة، وأن أبا العباس بن سعيد سأله عنه، فذكر القصة كما وقع لي، أضافها إلى نفسه، ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عن مثل هذا.

وقال لي السبيعي: تذكر هذا الباب، فقلت: عن قرة بن خالد ، عن سيار ، عن الشعبي ، فقال: حدثنا عن يحيى بن حكيم ، عن خالد بن الحارث ، عن قرة ، ثم قال لي: أتحفظ عن سعد الكاتب ، عن الشعبي؟ قلت: لا، فقال: حدثنا عن نصر بن علي ، عن عبد الله بن داود الخريبي ، قال: حدثنا سعد الكاتب ، عن الشعبي قلت: ابن ناجية حدثكم؟ قال: لا أدري، فقال أبو الحسن الدارقطني: نعم، ابن ناجية حدثهم به، والسبيعي ساكت، قلت له: عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن الشعبي ، فقال: لا أعرفه، ثم قال لي: تعرف عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: "أوحي إلى محمد صلى الله عليه وآله في يحيى بن زكريا" ، فقلت: [ ص: 431 ] حدثناه الشافعي ، عن المسمعي ، عن أبي نعيم ، فقال: المسمعي لا يذكر، حدثنا عن حميد بن الربيع الخزاز ، قال: حدثنا أبو نعيم ، قلت: وقد تكلم في حميد ، فقال: حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: سألت أبي ، عن حميد بن الربيع ، فقال: دعوا المسكين، وعن ماذا يسأل من أمره.

ثم قال لي السبيعي: تحفظ عن خالد الحذاء ، عن رجل ، عن الشعبي؟ قلت: لا، قال: حدثنا عن محمد بن يحيى القطعي ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، عن خالد ، فقال له أبو الحسن: ما كتبته في الدنيا إلا عنك، عن ابن ناجية.

التالي السابق


الخدمات العلمية