وفي التابعين جماعة ليس لهم إلا الراوي الواحد:
413 - حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد أبي ، (عن صالح) ، عن قال: حدثني ابن شهاب محمد بن أبي سفيان بن جارية الثقفي ، أن يوسف بن الحكم أبا الحجاج ، أخبره أن ، قال: [ ص: 469 ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سعد بن أبي وقاص "من يرد هوان قريش أهانه الله عز وجل".
قال لا نعلم أبو عبد الله: لمحمد بن أبي سفيان ، وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي راويا غير ، وكذلك تفرد الزهري ، عن نيف وعشرين رجلا من التابعين لم يرو عنهم غيره، (وذكرهم في هذا الموضع يكثر). الزهري
وكذلك ، تفرد بالرواية عن جماعة من التابعين. عمرو بن دينار
وكذلك ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو إسحاق السبيعي ، وغيرهم، وذكرهم يكثر. وهشام بن عروة
ومثال ذلك في أتباع التابعين ما:
[ ص: 470 ] 414 - حدثناه قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال: أخبرنا ، قال: أخبرني ابن وهب ، عن مالك بن أنس ، عن المسور بن رفاعة القرظي الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير ، عن أبيه: رفاعة طلق امرأته سهيمة بنت وهب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا، فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فاعترض عنها، ولم يستطع أن يمسها، فطلقها (فأراد رفاعة أن ينكحها، وهو زوجها الذي كان طلقها)، قال عبد الرحمن: فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: "لا تحل لك حتى تذوق العسيلة". أن
قال لم يحدث عن أبو عبد الله: غير المسور بن رفاعة القرظي ، تفرد عنه بالرواية، وكذلك زهاء عشرة من شيوخ مالك بن أنس المدينة لم يحدث عنهم غير مالك.
415 - حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال: حدثنا (قال: حدثنا أبو حذيفة)، قال: حدثنا محمد بن غالب سفيان ، عن عبد الله بن شداد الليثي ، عن رجل ، عن ، أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: خزيمة بن ثابت "لا تأتوا النساء في أدبارهن إن الله لا يستحي من الحق".
[ ص: 471 ] قال: هكذا رواه ، عن عبد الرحمن بن مهدي الثوري ولم يسم الرجل، وقال: عن عبد الله بن شداد الأعرج، فأما فإنا لا نعلم أحدا روى عنه غير عبد الله بن شداد، ، وقد تفرد سفيان الثوري الثوري بالرواية عن بضعة عشر شيخا.
416 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال: حدثنا قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا روح بن عبادة ، عن شعبة الفضيل بن فضالة ، عن أبي رجاء ، عن أنه خرج عليهم وعليه مقطعة خز لم ير عليه مثلها، فقيل له في ذلك، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: عمران بن حصين "إذا أنعم الله على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه".
قال وقد أسند شعبة عن هذا الشيخ حديثين، ولا نعلم له راويا غير شعبة، وليس بينه وبين أبو عبد الله: المفضل بن فضالة نسب ولا قرابة، فإن هذا بصري حجازي، وقد تفرد والمفضل بن فضالة بالرواية عن زهاء ثلاثين شيخا من شيوخه لم يرو عنهم غيره. شعبة
[ ص: 472 ] وكذلك كل إمام من أئمة الحديث قد تفرد بالرواية عن شيوخ لم يرو عنهم غيره، وقد جعلت هذا القدر مثالا للجماعة. والله أعلم وأحكم، وهو حسبي ونعم الوكيل.
[ ص: 473 ] [ ص: 474 ]