والجنس الثالث من هذا النوع:
قال الله عز وجل: معرفة شعوب القبائل، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .
[ ص: 483 ] ومثال هذا الجنس أولا الحديث الذي:
425 - حدثناه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي يزيد بن عوانة ، عن محمد بن ذكوان خال ولد ، عن حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ابن عمر "ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟ إن الله (عز وجل) خلق السماوات سبع،ا فاختار العلى منها فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار (من الخلق بني آدم، واختار) من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم". قال: إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وآله إذ مرت به امرأة، فقال بعض القوم: هذه بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو سفيان: مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن، فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله فجاء النبي صلى الله عليه وآله يعرف في وجهه الغضب، فقال:
[ ص: 484 ] قال فليعلم طالب هذا العلم أن كل مضري عربي، فإن الحاكم: مضر شعبة من العرب، وإن كل قرشي مضري، فإن قريشا شعبة من مضر، وإن كل هاشمي قرشي، فإن هاشما شعبة من قريش، وإن كل علوي هاشمي.
وقد اختلفوا في العلوية لم سموا علوية:
فقيل: إنه انتماء إلى علي ، صلوات الله عليه، وقيل: إنه انتماء إلى أعلى الرتب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن عرف ما أشرت إليه من قبيلة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم جعله مثالا لسائر القبائل.
ليعلم أن المطلبي قرشي، وأن العبشمي قرشي، وأن التيمي [ ص: 485 ] قرشي، وأن العدوي قرشي، وأن الأموي قرشي، فالأصل قريش، وهذه شعب.
وكذلك النهشليون تميميون، والدارميون تميميون، والسعديون تميميون، والسليطيون تميميون، والقيسيون تميميون، والأهتميون تميميون.
وكذلك الخزرجيون أنصاريون، والنجاريون أنصاريون، والحارثيون أنصاريون، والساعديون أنصاريون، والسلميون أنصاريون، والأوسيون أنصاريون.
وقال (رسول الله) صلى الله عليه وآله: "في كل دور الأنصار خير".
فهذا مثال لمعرفة الشعب من القبائل.