قال أبو عبد الله):
فأما مدينة السلام، فإني لا أعلم صحابيا توفي بها، إلا أن جماعة من التابعين، وأتباع التابعين نزلوها، وماتوا بها.
منهم:
هشام بن عروة بن الزبير ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وإسماعيل بن سالم الأسدي ، وأبو حنيفة الفقيه ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ، وإبراهيم بن سعد الزهري ، جماعة هؤلاء في مقبرة الخيزران.
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، ورد على المهدي ، وتوفي بها، فحضر المهدي دفنه، وصلى عليه، وأمر بدفنه في مقابر قريش. (وعبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم استقضاه الرشيد ، فتوفي بها، فصلى عليه الرشيد ، ودفنه في مقابر قريش).
عبد الرحمن بن أبي الزناد توفي ببغداد، ودفن في مقبرة باب التبن، وهشيم بن بشير ، توفي ببغداد، (وبها دفن). وعنبسة بن عبد الواحد ، وأبو إسماعيل المؤدب ، والفرج بن فضالة ، [ ص: 541 ] ومروان بن شجاع ، وعبيدة بن حميد ، وأبو حفص الأبار ، عباد بن العوام ، وعلي بن ثابت ، وأبو يوسف القاضي ، وأسد بن عمرو ، وعفان بن مسلم الصفار ، ماتوا عن آخرهم ببغداد، (ودفنوا بها).
قال الحاكم: ولم أستجز إخلاء هذا الموضع من ذكر مدينة السلام تعصبا لها، إذ هي مدينة العلم، وموسم العلماء والأفاضل، عمرها الله.


